في القرية الصغيرة لا يوجد ملاعب رياضية ولا يوجد أندية ولا أي شي من أسباب شغل فراغ الأطفال
فكان من الضروري الاجتماع مع الأصدقاء للعب والتسلية
ولم يكن هناك العاب أو ملاهي كما هو الحال ألان
كنا نقوم بأعمال مثل بناء منازل من الطين والحجارة الصغيرة أو صيد العصافير سواء كان بعمل ما كنا نسميه في تلك الفترة وخاصة عندما كنا في الوديان لحماية المزارع من أكلها للمحاصيل الزراعية .
عملية اصطياد الطيور عن طريق ( المنسبة ) وهو عبارة عن حجر مسطح نضع تحته أكل الطيور المفضل وهي الديدان الحية مربوطة بخيط رفيع داخل حفرة أو عن طريق البنادق الساكتون
وهناك العاب كثيرة كنا نلعبها وهي معروفة لدى كل من عاش وقضى طفولته في القرية
سوف أقوم بشرحها مع الصور إن شاء الله لاحقا
إما قضاء الوقت في الليل فتكون الدراسة وحل الواجبات المدرسية ثم قليل من اللعب في الأدوات الموجودة في المنازل ومن ضمن تلك الأدوات بحكم أن الوالد الله يرحمه كان يمتلك سيارة فكان هناك الكثير من القطع التالفة وبعضها صالح من أدوات السيارات
في ليلة من الليالي كنت أنا وصديقي السابق ذكره ندرس في منزلنا وكنا في نهاية المذاكرة نلعب في أي شي يقع تحت أيدينا
منزلنا في القرية كان ذو جزئين جزء قديم جدا مبنى من الحجارة ومثل سائر القرى وجزء أخر مبني من المسلح
وكان يمثل شقة كما هو ألان في المدن أي محكم الأبواب والنوافذ وكان ينام جميع أفراد الأسرة في تلك الشقة ومن ضمنهم جميع أخواني وكانت غرفتي في الوسط حيث كنا نذاكر فيها
فخطر على بالي أنا وصديقي فكرة وهي اللعب في بطارية سيارة الوالد حيث كانت موجودة لدي
أحضرتها في غرفة المذاكرة في تلك الليلة وأحضرنا مجموعة من الأسلاك وقطعناها إلى أوصال صغيرة طول كل وصلة لا يزيد عن ثلاثون سنتيمتر
فكنا نضع راسي السلك في أصابع البطارية السالب والموجب بالطبع الكهرباء تجري في السلك مما يحتر حرارة عالية وخاصة تبدأ الحرارة بإظهار شعلة كبيرة من النار مما أعجبنا هذا المنظر وفي منتصف السلك ينقلب لونه إلى الحمرة ثم يتكون هناك دخان كثيف وهو دخان المادة البلاستيكية المحاطة بالسلك ثم ينقطع السلك من منتصفة وأحيانا بمجرد اشتعاله كما هو الحال في الصورة المرفقة
فكنا نقول عندما يحدث ذلك المنظر من احمرار السلك ثم ظهور الدخان ومن ثم انقطاع السلك إلى وصلتين أعجبنا هذا المنظر وسرنا نقول
(( اقطع ظهره )) (( اقطع ظهره )) (( اقطع ظهره ))
وهكذا أخذنا جميع الأسلاك التي أحضرناها نوصلها بأصابع البطارية ونقول
اقطع ظهره اقطع ظهره
أعجبتنا الفكرة ولم نلاحظ كمية وكثافة الدخان المتصاعدة من الأسلاك حيث امتلأت الشقة بكاملها من الدخان إلا بعد آن بداء إخواني النائمين بالسعال الشديد ودخلوا في وضع اختناق
فانتبهنا لخطورة عملنا هذا وعلى الفور فتحنا جميع النوافذ و الأبواب وبسرعة حملنا جميع إخواني إلى خارج المنزل في الهواء الطلق وهم في وضع الاختناق
وكنا في تلك اللحظة سوف نقضي عليهم
والحمد لله سلمهم
ونرجو من أطفالنا ولاسيما أنهم في هذا الزمن واعين جدا ومدركين لأننا أصبحنا نعيش في قرية عالمية منفتحة
حيث أن زمننا لم يكن فيه تلفزيون أو أي شي من وسائل التثقيف
نرجو منهم ألا يكرروا هذه الأخطاء الفادحة
![]()
![]()